🌍♾⛵ كم عانقت من النساء يا زوربا؟ 🌍♾⛵
– كم عانقت من النساء يا زوربا؟
– واحدة.
– معقول! .. لقد توقّعت أن يستعصى ذلك على التذكّر فتقول واحدة فقط.
– يا أحمق .. لا يعانق الرجل إلّا واحدة.
– أتهذي يا زوربا؟
– بل أنت الذي لا تعلم العناق.
– أعلمني إذن.
– يظل الرجل يعانق ويفارق .. يبحث بين الأذرع والصدور والنحور عن مأوى.
– ويراه البلهاء عناقاً.
– أما زوربا فيعلم أن يبحث عنها فيهن جميعاً حتى يجدها.
– فإن وجدها؟
– انمحت كل العناقات القديمة .. عاد طفلاً .. ويرتمي في أحضانها مغسولاً من كل درن .. طاهراً من كل دنس.
– صف لي عناقها.
– لمسة سحر على الكتفين تُنبت لي أجنحة .. وضمّة قويّة تنفخ الروح في موتي فأصير حيّاً .. ثم تسند رأسي إلى صدرها فأصير كالمسيح مصلوباً حتى أطهر .. ثم تسند رأسها لصدري فأصير غاراً يتلقّى أنوار الوحي.
– يا له من عناق مُقدَّس.
– رحلة مُقدَّسة بين النحر والكتفين.
– ولكن .. لماذا هي بالذات يا زوربا؟
– لأنه العناق الوحيد الذي كان لذاته لا لغرض .. في كل عناق كنت أبحث عن مفقود .. وفي عناقها اكتفيت.
– فلما اكتفيت؟
– أغمضت عينيّ.
– ولما أغمضت عينيك؟
– صار اللحم روحاً.
****
– مد يدك يا زوربا.
– يا له من فخ!
– أي فخ؟ .. مد يدك والتقطني.
– تعلمين أني لا بد فاعل.
– إذن هيَّا .. هيت لك.
– وتعلمين أنك عذابي.
– نعيم أو عذاب .. المهم أن تمد يدك.
– ولكن لأني زوربا سأفعل .. شجرة ممنوعة .. مممم .. من الذي يمنعك عن زوربا؟
– الرب.
– ولماذا؟
– ليختبرك.
– يا لك من جاهلة .. بل لأصير مثله.
– تصير مثله! .. كيف؟
– إلهًا.
– زوربا .. الدودة الحقيرة في هذا الوجود يصير إلهًا!
– إن مددت يدي.
– كيف؟
– أكون حُرًّا .. والحر إله.
– يغضب الرب.
– إن لم أمد يدي يغضب.
– وكيف يغضب وهو الذي منعك؟
– هو لا يقصد المنع .. بل منعني كي يصير هناك حاجزًا لا يعبره إلا الحر.
– وهل تعبره؟
– نعم .. أمد يدي .. أضمك إلى صدري في عناق أبدي .. ألتهم ثمرات شفتيك .. أقضم منها قضمة وأقول: أيها الرب .. الممنوع يقطن فمي.
– ربما يحرمك مني.
– يا صغيرتي .. يبدو أنك لا تعلمين من الرب.
– ومن الرب؟
– إنه المحب الأزلي الذي لا يفني حبه .. جعلك أمامي بالحب .. ومنعك عني بالحب .. ويريدني بالحب أن أتجاوزه إلى ثمراتك .. فتكونين لي أبدًا.
– قد يطردك من الجنة.
– ولكن هل يطرد الجنة مني؟
– وهل بك جنة؟
– نعم أنت .. فإن طردني منك أظل أحملك بداخلي فأظل فيك.
– يا لك من حر .. كم أتمنى حريتك!
– أنت التي اخترت.
– اخترت ماذا؟
– اخترت أن تصيري شجرة.
– وهل لي أن أكون غيرها؟
– نعم .. وفي ذلك كل الحرية.
– أكون ماذا؟
– تكونين زوربا .. وأكون شجرتك .. مُدِّي يدك. من كتاب رواه زوربا** نصوص جديدة ** أحمد مجدي
DivaKhoolood3198 DivaKhoolood369 DivaKhoolood888 🌳⛵🔥🌊💳💰💶💴💵💸🌹✨👑☯🌈👀👂🐝🚀☘💃💎💗💗🌏❄🌲🐎🐂🦅🐉🌞🌝🌻🌸🌺🍇🍓🥂🎼🛬🛸🛳🔑🔮⚖☯♈♉✅👑333.777.555.369👑🔱⚜💲📣♾8⃣8⃣🆒🆕🆓🆙