💥 ماهو الدين ؟ و ماهو الاسلام ؟
🔥 في البداية يجب الإشارة إلى أن اللغة كائن حي أي لا تخضع للجمود و السكون و تشهد تطور إما بتحويرات على دلالة بعض كلماتها أو بدخول كلمات جديدة في قواميسها و هذا الأمر خاضع للمحيط الذي يتم تداول هذه اللغة فيه و لعلّ أبسط تعريف للدين هو إعتباره منظومة سلوكيّة و “الأديان” هي الإختيارات المتاحة للفرد لينظم إلى أحدها و تنقسم بدورها إلى صنفين منظومة سلوكيّة تدعو إلى الخير و العدل و غير ذلك من السلوكات الإيجابيّة و يقابلها منظومة تدعو إلى الشر و الظلم و غير ذلك من السلوكات السلبيّة و هنا تجدر الإشارة إلى أن الإنسان بطبيعته يميل إلى المنظومة ذات السلوكات الإيجابيّة و الذي يدفع إلى هذا الميلان هو ما نسمّيه بالفطرة و هنا يكون الله و الرسل و الكتب مساندين لتلك المنظومة فالله هو من زرعها فينا من الأساس و ترك لنا حريّة البقاء فيها أو الخروج عنها و تحمّل تبعات كل من الإختيارين و لا يوجد إنسان على وجه الأرض له الأهليّة اللازمة لم يقم بالإنضمام إلى أحد هذه المنظومات سواء آمن بالله أم لم يؤمن كما ذكر القرآن فئةً أسلمت و لم تكن قد آمنت بعد و ذلك في حديث الرسول مع الأعراب :
قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿الحجرات: ١٤﴾
🔥 فهنا أثبت الرسول الإسلام على الأعراب و نفى عنهم الإيمان و كما قلنا سابقًا أن الدين منظومة سلوكيّة و الإسلام هو المنظومة التي أمرنا الله أن ننتمي إليها و نهى عن الإنتماء إلى المنظومة الأخرى و هي الإجرام و هما على طرفي نقيض كما في قوله :
أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ ﴿القلم: ٣٥﴾
فالمقارنة لا تصح إلا لشيئين من نفس الصنف فلا يمكن مثلاً المقارنة بين الأذكياء و الأثرياء لأن الذكاء مرتبة فكريّة بينما الثراء مرتبة إقتصاديّة و قد يكون الذكي ثريًّا و العكس بالعكس و لتصح المقارنة يجب الإتيان بشيئين من نفس الصنف مثل الذكي و الغبي و كذلك الثري و الفقير و نفس الشيء هنا للإسلام و الإجرام فهما من نفس الصنف أي أن كلاهما يعتبر منظومة سلوكيّة أو دين فكما لا يوجد ذكي غبي و لا يوجد ثري فقير كذلك لا يوجد مسلم مجرم فالإنسان لا يمكن أن يسلك طريقين في نفس الوقت فمن إنحرف و إتبع سبيل المجرمين تسقط عنه صفة المسلم حتى يعود إلى الرشد و يصحح مساره و هذا مما تهدف إليه الكتب و الرسل :
وَإِذَا
جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ۖ كَتَبَ
رَبُّكُمْ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ۖ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنكُمْ سُوءًا
بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٥٤﴾
وَكَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ ﴿الأنعام
: ٥٥﴾
و بالعودة إلى حوار الأعراب مع الرسول ندرك أن الرسول لم يأمر الأعراب بالنفاق لأن الإسلام لا يتطلب ما يسمّى “الأركان الخمس” التي حرّفت معانيها و وضعت في غير مكاتها و إلا ما فائدة أن ينطق الأعراب ما يسمى “بالشهادة” و لم يدخل الإيمان قلوبهم بعد أليس المنافقون في الدرك الأسفل من النار ؟ و إنما إسلام الأعراب كان إختيارهم لسبيل المسلمين و الإبتعاد عن سبيل المجرمين و هذا لا يتطلب إيمان بل يتطلب تغييرًا في سلوكهم فقط أما الإيمان فهو أعلى مرتبة :
إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ﴿الحجرات : ١٥﴾
🔥 و من هنا ندرك أن الصادق في إسلامه لابد في النهاية أن يصل إلى الإيمان لذلك كان نفي دخول الإيمان إلى قلوب الأعراب يصاحبه تأكيد على عدم إستدامة هذا النفي فإستخدم حرف “لما” عوض “لم” في قوله “وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ” أي أن دخول الإيمان أمر منتظر في حال الصدق و هو ما أكده في قوله :
قُلْ
أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ
وَمَا فِي الْأَرْضِ ۚ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿١٦﴾
يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا ۖ قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم ۖ
بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ
صَادِقِينَ ﴿الحجرات : ١٧﴾
أي أن منّة الله عليهم ستكون هدايتهم للإيمان في حال كانوا صادقين في إسلامهم أي إبتعادهم عن كل مظاهر الإجرام. بقلم راندي اوم
اقرأ في نفس السياق : إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ و الدين الحقيقي
💎 احصل على نسختك الورقية من كتاب”معجم الاديان” للكاتب “ميرسيا إلياد ، يوان كوليانو “، يصلك الكتاب أينما كنت في العالم :
اقرأ : ??لم يكن لمحمد أي ازواج!
💎 احصل على النسخة الورقية من أي كتاب في أي مجال من هذا الرابط أينما كنت في العالم :
اقرأ : ??من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى??
💎 سجل في هذه المكتبة العالمية و احصل على أي كتاب تريده باللغة العربية أو الأنقليزية في أي مجال “كتب تنمية ذاتية، كتب صحة، كتب أطفال،كتب طبخ صحي، كتب سير و كتب أسرة و كتب أدب و خيال و كمبيوتر …” و استغل التخفيضات و العروض المتاحة كل شهر و كل موسم، الكتاب سيصلك الى باب بيتك بعد بضعة أيام من الطلب أينما كنت في العالم :
اقرأ أيضا :
??عيش حياتك استمتع بكل شيء لكن اصلح نفسك !!!??
————————————————————————-
بقلم : راندي اوم